جدل كبير أثاره الفنان التشكيلي المغربي مصطفى النافي بإحراق عدد من لوحاته في وقت سابق في خطوة احتجاجية حول ما يعيشه الفنان من ابتزاز ليتمكن من عرض أعماله، وهاهو يعود أخيرا بمعرض جديد بعنوان “فراغ متعدد”، محاولا من خلاله تقديم رؤيته الفلسفية للكون والوجود.
بعد غياب طويل، يعرض الفنان التشكيلي المغربي مصطفى النافي آخر أعماله بعنوان “فراغ متعدد” برواق دار الشريفة بمراكش جنوب المغرب، الذي يعتبر تحفة معمارية تعود لحقبة الأسرة السعدية الحاكمة بمراكش قبل حوالي 500 سنة، أعمال اعتبرها نقاد وفنانون حضروا المعرض بمثابة تشكيل الإيروتيكا والفراغ الممتلئ السواد المرح، والمقاربة التشكيلية الرمزية للطابو، وتكسير الإطار المحدود واللامحدود.
وقد تضمن هذا المعرض، الذي يستمر إلى غاية الواحد والثلاثين من أغسطس الجاري، أيقونات جمعت بين اللوحة في بعديها الأول والثاني، وبين الأيقونة في أبعادها الثلاثة، حدد معالمها في جمالية الشكل ورهافة الإحساس كفنان راكم لمدة طويلة من الحرفية والبحث عن أسرار التعامل مع المواد رصيدا تقنيا ومعرفيا بدقة عالية في الإنجاز.
الما بين بين
جعل النافي من أيقوناته سندا لكل التجارب الممكنة في اتجاه البوح بمكنوناتها عنوة، فجعلها تنطق بما تخفيه من إمكانيات لا يمكن إلا للمتمرس الوقوف عليها، فكانت جسرا لولوج الموضوع المؤطر لتجربة ناهزت ثلاثين سنة من البحث والتمحيص، لتخلق توازنا بين الشكل والمضمون، كفضاء حاول الفنان النافي أن يتقاسمه بين المملوء والفارغ.
وفي جزء من كلمة دليل المعرض للتشكيلي، أكد الناقد شفيق الزكاري أن أشكالا وعناصر بتفاصيلها تجدد الرؤية الفنية بكل أبعادها الجمالية المفرطة في طرح الأسئلة الحداثية المنفلتة من رتابة الممارسة التشكيلية، بأسئلتها التوليدية لمنظور المعالجة للسند، بمرجعيات فلسفية جعلت من التحفة الفنية جزءا من مشروع مستقل عما نشاهده اعتياديا في المشهد التشكيلي المغربي أو العربي.
تلك هي مضامين التجربة التشكيلية عند الفنان النافي، القادم من أرخبيل بساتين حلالة المعروفة بعنفوان طبيعة تربتها الأصيلة، يقول الزكاري، تجربة تحمل مسؤولية اعتناقها فنان أصيل بعمق الغيرة والمعاناة الحقيقيتين، بحثا عن كنه معالجة أسئلة وجودية بطريقة تصاعدية ضمن نسق البحث الدائم عن أفق مغاير يخضع للضوابط العلمية والموضوعية، متوسلا بخبرته الطويلة وتكوينه الأكاديمي المتحرر من التكرار والرتابة، متجاوزا بذلك شرط الانغلاق والاجترار الذي أصبحت تعاني منه الساحة التشكيلية المغربية حاليا.
ولم يقف المشروع الفني للفنان النافي عند حدود صياغة الخطاب التشكيلي المتداول، بل اعتمد على أسئلة تمتح من البعد الفكري والفلسفي من زاوية مرئية يصعب القبض عليها بسهولة، إلا في حضور مرجعية ثقافية عميقة تستند لموروث ثقافي إنساني متعدد المشارب، فكان للطرح الفلسفي حضور ملفت للانتباه في تجربته من خلال منظومة منفتحة على كل التأويلات الممكنة، بخصوصيات حولت ما هو نظري إلى ما هو تطبيقي مرئي.
ويعتمد الفنان على إنشاء تحولات بآليات تختلف على مستوى التطبيق نظريا وعمليا، أي من الطرح الفلسفي إلى مقاربة تشكيلية بمضمون فكري وعملي، في محاولة لخلق توازنات تعبيرية متفاوتة من حيث العناصر المتباينة في ما بينها، والانتقال من أفكار تجريدية هلامية إلى مشاهد مرئية ملموسة، جعلت من مفهوم “الما بين بين” موضوعا لها.
وفسر الناقد الزكاري “الما بين بين” هنا بأنه ذلك المفترق بين الفكرة ونقيضها، أو تلك المرحلة الانتقالية في بعدها التحولي الذي يستكين في أسلوب بحث معين يجمع بين البداية والنهاية، وهذا ما نقف عليه من ملامح محورية في تجربة الفنان النافي التي عرفت تطورا منذ بداياتها من خلال خيط رابط في مسارها، حيث لا يمكن الفصل بين محطة وأخرى نظرا إلى امتداداتها بشكل تسلسلي وسردي على المستوى الجمالي المتمكن صاحبها من استخدام وتوظيف العناصر والآليات المؤثثة لتحفه الفنية.
الأسود والأبيض
الفنان التشكيلي النافي من مواليد 1954 بالقنيطرة، والذي يندرج ضمن قائمة الموجة الجديدة في الفن المعاصر، فقد زاوج بين التكوين الأكاديمي والعمل الجمعوي المنخرط في قضايا الفكر والثقافة الجماليين، ومنذ العام 1979 ترسخ ميثاق الفنان النافي على مستوى المعارض الفردية والجماعية داخل المغرب وخارجه، إذ خاض مغامرة بصرية فريدة من حيث طبيعة المواد والخامات التشكيلية التي خبر كيمياءها في حضرة الصناع الحرفيين الذين قاسمهم همومهم الجمالية وإكراهاتهم المهنية.
وفي كلمته قال الباحث والناقد محمد اشويكة إن أعمال النافي ليست منبسطة ولا مستوية، بل هي أعمال تحتفي بالفراغ، وتسعى للبحث عن جمالية الثقوب وكأنه يسعى إلى تسجيل تاريخ كوسمولوجي للعالم عبر التشكيل: عالم يظل ملغزا ومظلما رغم مجهودات الإنسان العلمية والعقلانية الرامية لإضاءة عتماته.
ويتابع “عالم مليء بالثقوب، وتهدده الثقوب، وتشكل الثقوب جزءا لا يتجزأ من مساره، عالم يعرف توازنه عبر الثقوب. وهنا، لا بد من الإشارة إلى أن ‘الثقب الفراغ’ دعامة تشكيلية أو وسيط فني بين الظهور والضمور، والاكتفاء والخصاص، والوجود والعدم، والظلام والنور.. وهي متناقضات تحيل على البعد الأنطولوجي للعمل التشكيلي”.
وفي خطوة مفاجئة وغير متوقعة، نشر النافي في العام 2018 مقاطع فيديو صغيرة وصورا على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تظهر حرقه مجموعة من لوحاته، بعد تهديده بالاعتزال وحرق لوحاته في وقت سابق.
وأفاد الفنان التشكيلي أنه سيرسل ما تبقى من لوحاته المنجزة والمكتملة وعددها 44 عملا فنيا إلى زميله الفنان محمد الجعماطي بتطوان، والذي سيكون له كامل الصلاحية في التصرف بها من خلال بيعها أو الاحتفاظ بها، وبالفعل أعلن الجعماطي عن الاحتفاظ بالأعمال الفنية المتبقية في مرسمه، بحيث ستكون متاحة للعموم.
أعمال المعرض تستلهم من مرجعيات فلسفية جاعلة من التحفة الفنية جزءا من مشروع مستقل عمّا نشاهده
وقد احتج الفنان، الذي سبق أن كان رئيسا لجمعية أساتذة الفنون التشكيلية، عما أسماه “ابتزاز الفنانين مقابل العرض”، موضحا أن “موت لوحة الفنان أهون من المتاجرة بها بعد موته”.
وتفاعل عدد كبير من المهتمين والفنانين والنقاد مع النافي، معتبرين أن هذه الخطوة غير مسبوقة وأنه لم يكن ليحرق “أيقوناته” لولا الوضع الكارثي الذي يمر به الفنان المغربي، فيما ذهب آخرون إلى التقليل من أهمية الأمر، خاصة أن حرق لوحات تشكيلية قد يعبر عن بداية لمرحلة فنية جديدة، في أفق البحث عن الذات والتأسيس لمسار مختلف.
وحسب الفنان والناقد التشكيلي سعيد العفاسي، فإن أعمال الفنان النافي تمتاح قوتها الإجرائية من سلطة الأسود، بخامات تنسج من الأبيض متخيلا، ومن الفراغ فلسفة تنبش في العمق الباطن، الذي يبطن لمرحلة تشكيلية يتنفس منها الفنان شغبه بالتشكيل، ومراسه الفني الذي امتاز بالتدبر والتأمل والتجريب المعاصر، في محاولة فك طلسم الثنائية الأزلية القائمة بقوة الطبيعة على التناقض “الأسود/ الأبيض”.
وأضاف العفاسي أن هذا التضاد المتناقض الذي يكشف انشغال النافي بنفي الألوان المتجلية في ملكوت الكون والحفر في المادة، بحثا عن دلالات تقود لفهم المسكوت عنه في غياب الأبيض، المتأصل في النفس، والأسود الحاضر ظاهرا، وما يجب قراءته في المنجز الفني له، هو امتلاكه لناصية العمل التشكيلي، وجرأته في التعبير بالنتيجة، التي هي “الأسود” في غياب الأبيض، الذي هو الأصل، مع مراعاة تلك الظلال التي تشكل ما لم يشكله النافي، وترفض المألوف وتخرج عن الإطار بحثا عن صيغة الممكن والمحال.
Undeniably believe that which you stated. Your favorite justification appeared to be on the web the easiest thing
to be aware of. I say to you, I definitely get irked while people think about worries that they just don’t know about.
You managed to hit the nail upon the top
as well as defined out the whole thing without having side effect , people can take a signal.
Will probably be back to get more. Thanks
فنان مغربي يحتفي بالفراغ ويسعى للبحث عن جمالية الثقوب
توازن بين الشكل والمضمون
جدل كبير أثاره الفنان التشكيلي المغربي مصطفى النافي بإحراق عدد من لوحاته في وقت سابق في خطوة احتجاجية حول ما يعيشه الفنان من ابتزاز ليتمكن من عرض أعماله، وهاهو يعود أخيرا بمعرض جديد بعنوان “فراغ متعدد”، محاولا من خلاله تقديم رؤيته الفلسفية للكون والوجود.
بعد غياب طويل، يعرض الفنان التشكيلي المغربي مصطفى النافي آخر أعماله بعنوان “فراغ متعدد” برواق دار الشريفة بمراكش جنوب المغرب، الذي يعتبر تحفة معمارية تعود لحقبة الأسرة السعدية الحاكمة بمراكش قبل حوالي 500 سنة، أعمال اعتبرها نقاد وفنانون حضروا المعرض بمثابة تشكيل الإيروتيكا والفراغ الممتلئ السواد المرح، والمقاربة التشكيلية الرمزية للطابو، وتكسير الإطار المحدود واللامحدود.
وقد تضمن هذا المعرض، الذي يستمر إلى غاية الواحد والثلاثين من أغسطس الجاري، أيقونات جمعت بين اللوحة في بعديها الأول والثاني، وبين الأيقونة في أبعادها الثلاثة، حدد معالمها في جمالية الشكل ورهافة الإحساس كفنان راكم لمدة طويلة من الحرفية والبحث عن أسرار التعامل مع المواد رصيدا تقنيا ومعرفيا بدقة عالية في الإنجاز.
الما بين بين
جعل النافي من أيقوناته سندا لكل التجارب الممكنة في اتجاه البوح بمكنوناتها عنوة، فجعلها تنطق بما تخفيه من إمكانيات لا يمكن إلا للمتمرس الوقوف عليها، فكانت جسرا لولوج الموضوع المؤطر لتجربة ناهزت ثلاثين سنة من البحث والتمحيص، لتخلق توازنا بين الشكل والمضمون، كفضاء حاول الفنان النافي أن يتقاسمه بين المملوء والفارغ.
وفي جزء من كلمة دليل المعرض للتشكيلي، أكد الناقد شفيق الزكاري أن أشكالا وعناصر بتفاصيلها تجدد الرؤية الفنية بكل أبعادها الجمالية المفرطة في طرح الأسئلة الحداثية المنفلتة من رتابة الممارسة التشكيلية، بأسئلتها التوليدية لمنظور المعالجة للسند، بمرجعيات فلسفية جعلت من التحفة الفنية جزءا من مشروع مستقل عما نشاهده اعتياديا في المشهد التشكيلي المغربي أو العربي.
تلك هي مضامين التجربة التشكيلية عند الفنان النافي، القادم من أرخبيل بساتين حلالة المعروفة بعنفوان طبيعة تربتها الأصيلة، يقول الزكاري، تجربة تحمل مسؤولية اعتناقها فنان أصيل بعمق الغيرة والمعاناة الحقيقيتين، بحثا عن كنه معالجة أسئلة وجودية بطريقة تصاعدية ضمن نسق البحث الدائم عن أفق مغاير يخضع للضوابط العلمية والموضوعية، متوسلا بخبرته الطويلة وتكوينه الأكاديمي المتحرر من التكرار والرتابة، متجاوزا بذلك شرط الانغلاق والاجترار الذي أصبحت تعاني منه الساحة التشكيلية المغربية حاليا.
ولم يقف المشروع الفني للفنان النافي عند حدود صياغة الخطاب التشكيلي المتداول، بل اعتمد على أسئلة تمتح من البعد الفكري والفلسفي من زاوية مرئية يصعب القبض عليها بسهولة، إلا في حضور مرجعية ثقافية عميقة تستند لموروث ثقافي إنساني متعدد المشارب، فكان للطرح الفلسفي حضور ملفت للانتباه في تجربته من خلال منظومة منفتحة على كل التأويلات الممكنة، بخصوصيات حولت ما هو نظري إلى ما هو تطبيقي مرئي.
ويعتمد الفنان على إنشاء تحولات بآليات تختلف على مستوى التطبيق نظريا وعمليا، أي من الطرح الفلسفي إلى مقاربة تشكيلية بمضمون فكري وعملي، في محاولة لخلق توازنات تعبيرية متفاوتة من حيث العناصر المتباينة في ما بينها، والانتقال من أفكار تجريدية هلامية إلى مشاهد مرئية ملموسة، جعلت من مفهوم “الما بين بين” موضوعا لها.
وفسر الناقد الزكاري “الما بين بين” هنا بأنه ذلك المفترق بين الفكرة ونقيضها، أو تلك المرحلة الانتقالية في بعدها التحولي الذي يستكين في أسلوب بحث معين يجمع بين البداية والنهاية، وهذا ما نقف عليه من ملامح محورية في تجربة الفنان النافي التي عرفت تطورا منذ بداياتها من خلال خيط رابط في مسارها، حيث لا يمكن الفصل بين محطة وأخرى نظرا إلى امتداداتها بشكل تسلسلي وسردي على المستوى الجمالي المتمكن صاحبها من استخدام وتوظيف العناصر والآليات المؤثثة لتحفه الفنية.
الأسود والأبيض
الفنان التشكيلي النافي من مواليد 1954 بالقنيطرة، والذي يندرج ضمن قائمة الموجة الجديدة في الفن المعاصر، فقد زاوج بين التكوين الأكاديمي والعمل الجمعوي المنخرط في قضايا الفكر والثقافة الجماليين، ومنذ العام 1979 ترسخ ميثاق الفنان النافي على مستوى المعارض الفردية والجماعية داخل المغرب وخارجه، إذ خاض مغامرة بصرية فريدة من حيث طبيعة المواد والخامات التشكيلية التي خبر كيمياءها في حضرة الصناع الحرفيين الذين قاسمهم همومهم الجمالية وإكراهاتهم المهنية.
وفي كلمته قال الباحث والناقد محمد اشويكة إن أعمال النافي ليست منبسطة ولا مستوية، بل هي أعمال تحتفي بالفراغ، وتسعى للبحث عن جمالية الثقوب وكأنه يسعى إلى تسجيل تاريخ كوسمولوجي للعالم عبر التشكيل: عالم يظل ملغزا ومظلما رغم مجهودات الإنسان العلمية والعقلانية الرامية لإضاءة عتماته.
ويتابع “عالم مليء بالثقوب، وتهدده الثقوب، وتشكل الثقوب جزءا لا يتجزأ من مساره، عالم يعرف توازنه عبر الثقوب. وهنا، لا بد من الإشارة إلى أن ‘الثقب الفراغ’ دعامة تشكيلية أو وسيط فني بين الظهور والضمور، والاكتفاء والخصاص، والوجود والعدم، والظلام والنور.. وهي متناقضات تحيل على البعد الأنطولوجي للعمل التشكيلي”.
وفي خطوة مفاجئة وغير متوقعة، نشر النافي في العام 2018 مقاطع فيديو صغيرة وصورا على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تظهر حرقه مجموعة من لوحاته، بعد تهديده بالاعتزال وحرق لوحاته في وقت سابق.
وأفاد الفنان التشكيلي أنه سيرسل ما تبقى من لوحاته المنجزة والمكتملة وعددها 44 عملا فنيا إلى زميله الفنان محمد الجعماطي بتطوان، والذي سيكون له كامل الصلاحية في التصرف بها من خلال بيعها أو الاحتفاظ بها، وبالفعل أعلن الجعماطي عن الاحتفاظ بالأعمال الفنية المتبقية في مرسمه، بحيث ستكون متاحة للعموم.
وقد احتج الفنان، الذي سبق أن كان رئيسا لجمعية أساتذة الفنون التشكيلية، عما أسماه “ابتزاز الفنانين مقابل العرض”، موضحا أن “موت لوحة الفنان أهون من المتاجرة بها بعد موته”.
وتفاعل عدد كبير من المهتمين والفنانين والنقاد مع النافي، معتبرين أن هذه الخطوة غير مسبوقة وأنه لم يكن ليحرق “أيقوناته” لولا الوضع الكارثي الذي يمر به الفنان المغربي، فيما ذهب آخرون إلى التقليل من أهمية الأمر، خاصة أن حرق لوحات تشكيلية قد يعبر عن بداية لمرحلة فنية جديدة، في أفق البحث عن الذات والتأسيس لمسار مختلف.
وحسب الفنان والناقد التشكيلي سعيد العفاسي، فإن أعمال الفنان النافي تمتاح قوتها الإجرائية من سلطة الأسود، بخامات تنسج من الأبيض متخيلا، ومن الفراغ فلسفة تنبش في العمق الباطن، الذي يبطن لمرحلة تشكيلية يتنفس منها الفنان شغبه بالتشكيل، ومراسه الفني الذي امتاز بالتدبر والتأمل والتجريب المعاصر، في محاولة فك طلسم الثنائية الأزلية القائمة بقوة الطبيعة على التناقض “الأسود/ الأبيض”.
وأضاف العفاسي أن هذا التضاد المتناقض الذي يكشف انشغال النافي بنفي الألوان المتجلية في ملكوت الكون والحفر في المادة، بحثا عن دلالات تقود لفهم المسكوت عنه في غياب الأبيض، المتأصل في النفس، والأسود الحاضر ظاهرا، وما يجب قراءته في المنجز الفني له، هو امتلاكه لناصية العمل التشكيلي، وجرأته في التعبير بالنتيجة، التي هي “الأسود” في غياب الأبيض، الذي هو الأصل، مع مراعاة تلك الظلال التي تشكل ما لم يشكله النافي، وترفض المألوف وتخرج عن الإطار بحثا عن صيغة الممكن والمحال.
محمد ماموني العلوي
https://alarab.app/%D9%81%D9%86%D8%A7%D9%86-%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D9%8A%D8%AD%D8%AA%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%BA-%D9%88%D9%8A%D8%B3%D8%B9%D9%89-%D9%84%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%AB-%D8%B9%D9%86-%D8%AC%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%82%D9%88%D8%A8
1 replies to “فنان مغربي يحتفي بالفراغ ويسعى للبحث عن جمالية الثقوب”
wwd.com
Undeniably believe that which you stated. Your favorite justification appeared to be on the web the easiest thing
to be aware of. I say to you, I definitely get irked while people think about worries that they just don’t know about.
You managed to hit the nail upon the top
as well as defined out the whole thing without having side effect , people can take a signal.
Will probably be back to get more. Thanks
Comments are closed.